قراءة وإعداد : نايف مصطفى ترعاني
قرية غويرأبو شوشة
قرية فلسطينية تتبع قضاء طبرية، وتقع على مسافة ٧ كم شمال غرب طبرية، وتبعد عن ساحل البحيرة ما يُقارب ٢ كم. بلغ عدد سكانها ١٢٤٠ نسمة.
كانت أراضي القرية مُسجلة باسم الدولة بوصفها "أراضٍ أميرية،" إذ كان الأهالي يتجنبون تسجيل الأراضي بأسمائهم خوفاً مما يترتب عليهم من ضرائب لخزينة الدولة. غير أنّ الحكومة لاحقاً شجّعت الأهالي على تملك الأراضي وبالأقساط .
في البلدة عشيرة السمايرة ،التي امتلكت جزءاً من تلك الأراضي.
أسس اليهود وبدعم من الحركة الصهيونية عام ١٩٢٤ منظمة بيكا PICA(Palestine Jewish Colonization Association) وقد تأسست على يد البارون روتشيلد، وشارك في ادارتها ابنه جيمس، عملت على تاسيس مستوطنات صهيونية في فلسطين، خلال فترة الإحتلال البريطاني.
بين أيدينا وثيقة مؤرخة في ٢٩ تموز ١٩٤٧. وموقعة من:
حسن إسماعيل السميري
بصمة عبد ﷲ الحسين
بصمة مرعي العلي
بصمة حمدان الحمد
توضح ما يلي:
بعد سيطرة قوات الإحتلال البريطاني على حصتها من بلاد الشام ،بموجب تقسيم مارك سايكس ممثل الحكومة البريطانية، وفرانسوا بيكو ممثل الحكومة الفرنسية.
اعتبُرت الأراضي الأميرية (أراضي الدولة) مشاعاً بين العرب واليهود.
حصلت جمعية بيكا على حصة اليهود من تلك الأراضي، وجرى اتفاق قديم على قسمة زراعية مؤقتة، بحيث:
§ يحدد لكل طرف نصيبه من الأرض الخاصة به لزراعتها، لحين حضور لجنة تسوية الأراضي والمساحة.
§ تسقى أراضي السمايرة (موقع الأميرة) من مياه عامود.
§ تسقى أراضي الجمعية (موقع أبو شالة) من مياه الربضية .
لاحقاً حولت الحكومة مياه عامود إلى جبل كنعان. قمنا بمراجعة جمعية بيكا والتي أنشأت قناة لري أراضينا، لكنها تحكمت في وقت ومدة السقاية. مما دفعنا للتراجع عن الإتفاق، عندها رفعت جمعية بيكا دعوى أمام محكمة حيفا المركزية مطالبة بغرامة (٢٠٠٠) جنيه، لكنها خسرت الدعوى.
وفي إطار محاولة بيكا للصلح إعادت لنا (٣٠٠) دونم تعويضاً عن الأضرار التي لحقت بأراضينا.
عند المباشرة بأعمال التسوية والمساحة، سُجلت الأراضي بوصفها مشاعاً، باسم الدولة، رغم اعتراض عشيرة السمايرة.
قامت جمعية بيكا عبر مهندسيها بتنظيم خرائط إفراز جديدة تخدم مصالحها الخاصة ،وقدمتها للتسوية ،فتمت المصادقة عليها دون علمنا ودون موافقتنا أو اطلاعنا.
التعديات :
§ استغلت الجمعية نفوذها وصُدّ قت خرائطها بتاريخ ٢٨/٧/١٩٤٧ دون الرجوع إلى أصحاب الحقوق الأصليين.
§ حضرت القوات البريطانية بالدبابات والمعدات العسكرية إلى القرية، وسلمّت الأراضي بشكل مباشر لليهود الذين باشروا في فلاحتها أمام عيوننا،نحن أصحاب الأرض.
§ اعتدى بعض أفراد البوليس البريطاني على أبناء العشيرة، وأصيب ﷴ الخلف باصابة خطرة .
مطالبنا :
§ إلغاء التسليم غير القانوني للأراضي للجمعية ،كون القضايا ما تزال قيد النظر أمام القضاء.
§ إعادة الحقوق كاملة إلى أصحابها من أبناء عشيرة السمايرة، دون زيادة أو نقصان.
§ منع أي تعدٍ مستقبلي من اليهود أو غيرهم على الأراضي المشتركة.
§ إلزام الجهات المختصة بتمكين كل مواطن من استلام حقه كاملا ً وفق القانون.
قراءة ما بين السطور في الوثيقة السابقة نتبين:
§ شعر الفلسطينيون أصحاب الأرض بأن سلطة الإحتلال تتصرف كـ خصم لهم.
§ سهّل الإحتلال البريطاني للحركة الصهيونية طرق التملك والانتفاع بالأرض وهي تدُرك أن الأرض هي ركيزة أساسية للإستيطان، تماشياً مع وعدهم البلفوري المشؤوم، ووفّرت لهم الغطاء القانوني والإداري.
قيام اليهود بالاستيلاء على بعض الأرضي والتعدي على أصحابها، بالقوة حيناً وبالحيلة أحياناً، فإن سلطات الإحتلال كانت تتغاضي عن هذه التعديات، - عندما يكون النزاع بين فلسطينيين، كانت الإدارة البريطانية تطبّق القوانين بحزم، وتقيّد الفلاحين الفلسطينيين بإجراءات التسجيل والضرائب والقيود القانونية.
عملت سلطات الاحتلال على ممارسة ضغوط مباشرة وغير مباشرة لدفع الأهالي الى بيع أراضيهم أو القبول بتسويات تفقدهم حقوقهم التاريخية.