ياسر قدورة
الوثيقة هي شهادة صادرة عام 1941 عن مختار "مسيحية ترشيحا"، جبرائيل إبراهيم حداد، وكاهن الروم الأرثوذكس في ترشيحا، الخوري خليل خوري عبليني. يؤكد فيها الاثنان أن السيد جورج إلياس من مواليد بلدة ترشيحا عام 1894، وقد غادرها إلى الأرجنتين قرابة عام 1910، إذ تشير الوثيقة المؤرخة في 16/07/1941 إلى أنه غادر البلاد قبل نحو 31 عامًا.تجدر الإشارة إلى أن وثيقة أخرى مرفقة في ملف جورج إلياس تُشير إلى أنه من مواليد قرية معليا، مما يفتح مجالاً للبحث في صحة نسبه إلى كل من البلدتين.
كما تذكر الشهادة أن جورج إلياس كان من رعايا الدولة العثمانية، حيث كانت البلاد لا تزال خاضعة للحكم العثماني عند مغادرته. وتوضح الوثيقة أنه حافظ خلال فترة اغترابه على صلاته بأقاربه، لا سيما شقيقه كامل إلياس وابن عمه إلياس حنا إلياس، وقد أرسل لهما مبالغ مالية متكررة دعماً لمعيشتهما.
وفي فقرة أخرى، تفيد الشهادة أن جورج إلياس تزوج من السيدة نايفة طنوس إلياس في الأرجنتين قبل عشرين عامًا من تاريخ الشهادة، أي نحو عام 1921.
لفهم سياق هذه الوثيقة، يجدر التنويه بأنها كانت ضمن ملف تقدّم به جورج إلياس وزوجته من محل إقامتهما في الأرجنتين للحصول على الجنسية الفلسطينية. وقد كانت هذه الشهادات من بين المستندات الرسمية المطلوبة لإثبات أن المغترب لم ينقطع عن التواصل مع بلدته وأقاربه. وعادةً ما كان المغتربون يلجأون إلى المختار أو رجال الدين في قراهم للحصول على شهادات مماثلة تُشير إلى استمرارية العلاقة بالأهل أو إلى وجود ممتلكات تعود لهم في موطنهم الأصلي.
