دمشق – 7/8/2025في مخيم اليرموك بدمشق، كان اللقاء مع الحاج عدنان مصلح (أبو عمر)، ابن القائد المجاهد نايف عبد الرحمن مصلح، أحد رجال الشهيد عز الدين القسام. وبينما كنا نستمع إلى شهادته عن صفورية وطفولته فيها، كانت المفاجأة الكبرى حين قدّمنا له وثيقة نادرة لم يكن أي فرد من العائلة قد رآها أو عرف بوجودها من قبل.الوثيقة تعود إلى عام 1945، وهي رسالة بخط يد والده نايف مصلح موجّهة إلى المندوب السامي، يطالب فيها برفع الرقابة عنه وإطلاق سراحه بعد أن وُضع تحت الإقامة الجبرية في صفورية، على خلفية مشاركته في ثورة 1936–1939. هذه الورقة التي خرجت من الأرشيف بجهود "وثيقة"، حملت دليلاً مادياً يوازي الشهادة الحيّة التي يرويها أبو عمر عن والده القائد ودوره في النضال.كان وقع المفاجأة على أبو عمر مؤثراً للغاية؛ فقد ارتسمت الدهشة والسعادة على وجهه، وعبّر بصدق عن امتنانه العميق، مؤكداً أن ما فعلته هوية أعاد لتاريخ العائلة بُعداً جديداً، إذ لم يعد مجرد رواية شفوية تنتقل بين الأجيال، بل أصبح موثقاً بالأدلة الرسمية.هكذا، شكّلت الوثيقة جسراً بين الذاكرة الحية والوثائق المكتوبة، لتؤكد من جديد أهمية حفظ الأرشيف الفلسطيني وإيصاله إلى العائلات. إنها لحظة تختصر رسالة هوية: تحويل الذكريات إلى تاريخ مثبت، وحماية الحقيقة الفلسطينية من النسيان أو التشويه.#وثيقة